أين يذهب الشباب؟
ارجاء يكون انقاش في منتهاء الجديه والكم المشاركه ..
---------
كنا مجموعة نتحدث عن بعض التجاوزات التي يرتكبها بعض الشباب في الأسواق,
والشوارع, وخاصة أيام الإجازات, والأعياد ونحوها مما يسبب مضايقات شديدة
للعائلات, ومع أن الحوار كان متجهاً نحو تحميل مسؤولية ذلك على الشباب
أنفسهم وأخلاقهم وتربيتهم وإلى ضرورة تشديد الرقابة عليهم في الأسواق
والمتنزهات أكثر مما هو موجود وإلى قمع من يتصرف منهم بصورة غير لائقة, أو
يتجاوز على الآخرين في الأمكنة العامة بأي وسيلة تجعله عبرة لمن تسول له
نفسه أن يفعل مثلما فعل, وكما يعرف الكل فإن النقاشات من هذا النوع حينما
تأخذ وجهة معينة كالتي أخذها نقاشنا هذا, وهي وجهة لوم الشباب وسلوكياتهم,
فإنه يجري تطعيمها بقصص تروى في نفس الاتجاه من أجل أن يكون الحكم في
النهاية مبنياً على أسباب منطقية ووقائع تدعم الوصول إليه.. أقول مع أن
الحوار كان متجهاً إلى لوم الشباب إلا أن أحد أطرافه أثار سؤالاً غيّر
المسار, حيث قال: أين يذهب الشباب؟ وأضاف - وهو من سكان الرياض - قائلاً:
ابني في المستوى الثالث بكلية الهندسة, وأنا لا أزكيه, لكنه ابني أعرفه
وأثق في سلوكياته وأخلاقه, ومع هذا فهو لا يستطيع النزول إلى الأسواق إلا
ووالدته معه ناهيك عن المتنزهات لأنها كلها للعائلات, والمقاهي منعت,
والفراغ عند الشباب كبير خاصة في الإجازات فأين يذهبون؟ ثم علّق على ما سمع
من البقية, وقال مثل هذه القصص نادرة وقليلة ومع ذلك يجب ألا نقرها ولا
نتهاون في ردع مَنْ يتجاوز أو يخطيء, لكننا بدلاً من التفكير في محاصرة
الشباب كلهم وقمعهم كلهم علينا أن نفكر في إيجاد متنفسات لهم داخل المدن
وفي أطرافها, علينا أن نبحث في إيجاد قنوات تمتص أوقات فراغهم الكبيرة,
وحينها لن نجدهم يتسكعون عند مداخل الأسواق المقفلة في وجوههم, ولن نراهم
يفحطون في الشوارع ويعرضون أنفسهم وغيرهم للخطر, إنهم شباب لديهم طاقة,
ولديهم رغبة في التنزه والفسحة, ففكروا كيف نوفر لهم ما يمتص طاقاتهم ويملأ
أوقات فراغهم, فكروا في هذا الاتجاه, وليس في اتجاه الرقابة والمنع والقمع
التي لن تجدي في التعامل معهم, ولن تزيدهم إلا نفوراً أو تمرداً.
وما أن انتهى من حديثه, حتى انتهى الحوار, حيث كنا مرتاحين للحوار في
اتجاهه الأول لأن الحل جاهز وسهل كما تصورنا, أما عندما طلب أخونا أن نفكر
فيما هو غير موجود, فقد رأى المتحاورون فيما يشبه اتفاق غير منطوق أن
الحوار انتهى, وليس الدرس!
ولكم صادق الود
والحديث لكم