حرب إلكترونية ترافق العدوان على غزة
|
|
|
|
حساب كتائب عز الدين القسام على موقع تويتر |
إلى جانب العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في
قطاع غزة، فإن حربا أخرى أخذت تستعر بين الجانبين ساحاتها فضاء الإنترنت
وهدفها الرئيسي فضح الآخر وتعزيز المعنويات وكسب التأييد.
هي حرب إلكترونية أسلحتها مكونة من الحاسوب المتصل بالإنترنت
أو الهاتف الذكي، يسعى فيها كل طرف لمواجهة خصمه وإلحاق أكبر الضرر به،
وممارسة المواجهة المباشرة بينهما في العالم الافتراضي على الإنترنت.
أما رصاص وقذائف تلك الأسلحة فهو المعلومات والصور
والفيديوهات والروابط الإلكترونية التي يستخدمها كل طرف في مواجهة خصمه
وإلحاق الهزيمة به من خلال إيصال أكبر كمية ممكنة من المعلومات إلى أكبر
عدد ممكن من الجمهور وضمان إعادة نشرها.
انطلقت الشرارة الأولى في تلك الحرب الإلكترونية من موقع
تويتر للتواصل الاجتماعي، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي على حسابه الرسمي
الأربعاء الماضي (14 نوفمبر/تشرين الثاني) أنه "بدأ حملة عسكرية واسعة ضد
مواقع ونشطاء الإرهاب في قطاع غزة" إيذانا ببدء العملية العسكرية
الإسرائيلية ضد القطاع قبل إصدار أي بيان رسمي أو تصريح صحفي.
وتصدت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) عبر حسابها
الخاص على موقع تويتر باللغة الإنجليزية لـ"تغريدات"
الناطق الإسرائيلي بتغريدات معاكسة من بينها "أيادينا المباركة ستصل إلى
قادتكم وجنودكم في كل مكان، لقد فتحتم أبواب جهنم على أنفسكم".
" الإعلام الاجتماعي، لاسيما تويتر، أعطى مساحة واسعة للفلسطينيين في ظل اعتقادهم بانحياز الإعلام التقليدي الغربي لإسرائيل، لنشر الصورة من على الأرض " |
ساحة المواجهةوبذلك
أصبح الإعلام الاجتماعي ساحة للمواجهة بين الجانبين، وفي هذا الصدد يقول
الخبير بالإعلام الاجتماعي اللبناني سفيان ذبيان إن الإعلام الاجتماعي،
لاسيما تويتر، أعطى مساحة واسعة للفلسطينيين في ظل اعتقادهم بانحياز
الإعلام التقليدي الغربي لإسرائيل، لنشر الصورة من على الأرض.
ففي هذه المعارك الإلكترونية أصبح المواطن العادي صحفيا، فلم
تقتصر المعلومات المنتشرة على وسائل الإعلام الاجتماعي، من تويتر ويوتيوب
وفيسبوك، على الصحفيين التقليدين أو الناطقين الرسميين باسم الطرفين بل
أصبح كل من لديه حساب متصل بالإنترنت يعمل على نشر المعلومات والصور
والأخبار من كل مكان، بشكل أقرب من الصحفيين العاملين مع وسائل الإعلام
التقليدية.
ومع ذلك فإن ظروف القطاع المحاصر تجعل من الصعب على
الفلسطينيين الحفاظ على توازن في حجم المعلومات القادمة من غزة مقارنة بتلك
القادمة من إسرائيل، وذلك "بسبب عدم قدرة النشطاء في غزة على البقاء دائما
على اتصال بالإنترنت لطبيعة الظروف هناك من انقطاع للتيار الكهربائي، وقرب
القصف منهم" وفق قول الخبيرة بالإعلام الاجتماعي، يولا بابياك، في تصريح
لوكالة دويتشه فيلله الألمانية.
ولكن في ذات الوقت، يحقق النشطاء الفلسطينيون والصحفييون
العاملون من قطاع غزة انتشاراً واسعاً على تويتر وفيسبوك، حيث أصبح "الوسم"
(hashtag) الأكثر انتشاراً حالياً على تويتر هو "غزة تحت القصف"
(#GazaUnderAttack) إضافة إلى وسومات أخرى مثل "غزة" (#Gaza) وفلسطين حرة
(#Free Palestine).
في حين استخدم الجيش الإسرائيلي الوسم "عامود الدفاع"
(#Pillar Of Defense) الذي حقق انتشارا في بداية العملية العسكرية، لكن
سرعان ما سيطرت التغريدات القادمة من غزة على حساب تويتر.
وير
ى
ذبيان أن الحرب الإلكترونية بالدرجة الأولى حرب نفسية لتعزيز المعنويات
وفضح الانتهاكات في حال كان هناك تعتيم إعلامي، ويعتبر المحلل لدى شركة "زد
كي" للأبحاث، زيوس كيرافالا، أن لهذا النوع من الصراع على الشبكات
الاجتماعية معنى كبيرا، حيث تتيح الشبكات إمكانية الوصول لعددٍ كبيرٍ من
الناس بشكلٍ سريع، وقد تؤدي إلى تأثيرٍ مضاعف إذا قام الناس بإعادة نشر ما
تبثه الشبكة باستخدام خاصية إعادة التغريد "Retweet" والمشاركة "Share".
ويذكر أن الحرب الإلكترونية لا تقتصر على نشر معلومات أو صور
أو فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي وإنما تأخذ بعدا أكبر بكثير من
خلال قرصنة كل طرف المواقع الإلكترونية للطرف الآخر واختراق حساباته
الشخصية على المواقع الاجتماعية.
وقد انضمت العديد من مجموعات
قراصنة الإنترنت إلى الجانب الفلسطيني في معركته ضد إسرائيل وعلى رأسها
مجموعة "أنونيموس" التي هاجمت العديد من المواقع الإسرائيلية، وكذلك مجموعة
تطلق على نفسها اسم "زي كومباني هاكينغ كرو" (ZHC) التي أعلنت االيوم
اختراقها حسابات سيلفان شالوم نائب رئيس وزراء إسرائيل على تويتر وفيسبوك
ويوتيوب ومدونته على موقع بلوغر وبريده الإلكتروني على جي ميل.