تأهّل أمس، المنتخب الوطني الجزائري للمرة الثالثة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم، بعدما انتصر على المنتخب المصري بنتيجة 1/0 من إمضاء عنتر يحي بقذفة قوية في الدقيقة 40، خلال المباراة الفاصلة بملعب المريخ بالعاصمة السودانية الخرطوم.
العدالة الإلهية اختارت وأقرّت بحق الجزائر في المونديال الإفريقي، وأنصفت جيلا جديدا من اللاعبين الجزائريين المتميّزين الذين دخلوا التاريخ في شهر نوفمبّر العظيم الذي عرف إطلاق أول رصاصة في الفاتح من ذات الشهر من سنة 1954 ليكون نوفمبر شهر أبطال الجزائر.
تشكيلة المنتخب رابح سعدان تحدّت استفزازات ''الفراعنة''، وجعلت من ''أم الدنيا'' تندب حظّها، وتخسر كل شيء في نوفمبر الجزائر، فتبخّرت أحلام المصريين في بلوغ المونديال، وخسرت صداقة الجزائريين، بعدما استعملت كل الطرق غير المشروعة لتحقيق أهدافها، دون أن يكتب لها ذلك، رغم استمالتها للجمهور السوداني، وإجراء المباراة في بلد يتقاسم المصريون معهم نهر النيل دون طريقة التعامل والمعاملة.
أبطال الجزائر و''محاربو الصحراء'' أطاحوا بـ''الفراعنة'' في ''المريخ، ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، فقد صعدوا قمّة الهرم المصري، وشربوا من النيل الذي يمتد إلى السودان، وهم الآن ينظرون بعيدا إلى جنوب إفريقيا أمام فرحة عارمة لكل الجزائريين، سواء داخل الجزائر أو خارجها من الجالية المتواجدة في كل أقطار المعمورة.
المنتخب الجزائري، كسب أحد أصعب رهاناته على الإطلاق. وربما هي أفضل مباراة وأهمّها منذ الانتصار على ألمانيا الغربية بهدفين مقابل هدف في مونديال إسبانيا التاريخي سنة .1982 غير أن مباراة أمس، كان لها طابع خاص، فقد كانت امتدادا لحبس الأنفاس منذ مباراة القاهرة في الرابع عشر من نوفمبر، إلى حين انتهاء سالشوط الثالث'' بين الجزائر ومصر وإعلان الحكم الدولي إيدي مايي من السيشل بتأهّل المنتخب الجزائري لثالث مرة في تاريخه إلى المونديال. وهو الذي شارك في دورتي 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك، وأضحت الجزائر المنتخب العربي الوحيد المنتظر أن يتنقّل في الصائفة المقبلة إلى جنوب إفريقيا.
مبروك للجزائر ومبروك للكرة الجزائرية، وتحية تقدير كبيرة لأبطال الجزائر الذين أعادوا رسم خريطة الكرة الإفريقية والعالمية أيضا، بحجز مكانة ضمن الكبار، في انتظار التأكيد في دورة أنغولا ما بين 10 و 31 جانفي 2010، برسم نهائيات كأس أمم إفريقيا.